حذر رئيس قسم برنامج الجلطة الدماغية في مدينة الملك فهد الطبية في الرياض الدكتور فهمي السناني من ارتفاع عدد المصابين بالجلطة الدماغية في السعودية بعد أن كشفت المؤشرات الإحصائية زيادة في عدد المصابين بها حيث بلغ عدد المصابين في 1998 (6326)مصاباً وارتفع الرقم في 2007 إلى 8280 مصاباً.
وتوقع أن يبلغ عدد المصابين في 2025 (12270) مصاباً، فيما سيصل العدد في 2050 إلى 27334 مصاباً. وأوضح أن نسبة الإصابة بالجلطات الدماغية في مدينة الرياض بلغت 20% من إجمالي عدد المصابين في المملكة في 2007.
وكان مشاركون في المؤتمر السعودي الثاني لتمريض الجلطة الدماغية والذي نظمته مدينة الملك فهد الطبية بالرياض في مايو الماضي قد كشفوا عن ارتفاع نسبة الإصابة في الجلطات الدماغية في المملكة 30 % في 2007 مع توقع بارتفاع زيادة عدد المصابين إلى 45 % في 2025. كما ذكروا أن 80% من حالات الجلطات الدماغية يمكن الوقاية منها ومعرفة علاماتها ومعالجاتها.
وبين السنان لـ"الوطن" أن الجلطة الدماغية هي السبب الثاني للوفاة في العالم والسبب الرئيسي للإعاقة، مبيناً أن أكثر من 15 مليون شخص في العالم يصابون سنوياً بالجلطات، يتوفى منهم 5 ملايين، ويعاق 5 ملايين، بينما يشفى فقط قرابة 5 ملايين.
من جانبه قال استشاري المخ والأعصاب بمستشفى الملك خالد بحائل الدكتور محمد فوزي الجبالي لـ"الوطن" إن هناك عدة عوامل تساعد في حدوث الجلطات الدماغية منها: ارتفاع ضغط الدم والتقدم في السن ومرض السكري والتدخين وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم والبدانة وزيادة الوزن بالإضافة إلى العوامل الوراثية وتعاطي الكحول والمخدرات وخاصة الكوكايين. مشيرا إلى أن كبار السن هم الأكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالجلطات الدماغية وذلك نتيجة لضعف الأوعية الدموية وقلة الحركة خصوصا إذا صاحب ذلك ارتفاع نسبة الكولسترول وارتفاع ضغط الدم والسكر.
وعن أنواع الجلطات الدماغية أوضح أنها 3 أنواع: الإنسدادية وهي عبارة عن كرة ملونة من الدم المتخثر والنسيج الجسدي والكولسترول في أحد الشرايين بالجسم حيث تسبح مع الدم فتصل إلى إحدى الشرايين في الدماغ فتقفله وبالتالي انقطاع الدم عن الجزء المغذي لهذا الشريان. أما الثانية فهي التخثرية وهي ناتجة عن تسرب الدهون والكربوهيدرات المركبة وترسبات الكالسيوم تدريجيا على جدار الأوعية ما يتسبب ذلك في انسداد الشريان (تصلب الشرايين). أما الثالثة فهي النزيف الدماغي وتنتج عن تمزق أحد جُدر الأوعية الدموية بالدماغ وبالتالي ضغط النزيف على شرايين أخرى وانسدادها وارتفاع ضغط الدم وضعف الأوعية الدموية من أكبر مسبباتها.
أما نسبة الإصابة به بين الذكور والإناث فأشار جبلي إلى أن هناك ارتفاعا بسيطا في نسبة إصابة الرجال بالجلطات الدماغية عن النساء وأرجع ذلك إلى زيادة التدخين أو ربما الضغوط النفسية والتوتر. وقال إن انخفاض مستوى الهرمون الأنثوي في مرحلة توقف الطمث قد يسهم في تعرض المرأة في مراحل عمرية معينة للإصابة بالجلطات الدماغية.
وبيّن أن الولادة القيصرية تلعب دورا هاما في مخاطر زيادة الأم بالجلطة الدماغية, مؤكدا أن الأم الحامل معرضة للإصابة بهذا النوع من الجلطات لذلك يجب عليها المتابعة الطبية الدورية في فترة الحمل وعلاج أي خلل قد ينتج في تحليلات الدم أو الأوعية الدموية.
ولتفادي الجلطات نصح الجبالي بالالتزام بالغذاء الصحي وتجنب الدهون مع الإكثار من الخضار والفواكه والابتعاد عن الكحوليات والتدخين وممارسة الرياضة بانتظام إضافة إلى تخفيف الضغوط النفسية والتوتر.